أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

250 - تشان تشان بيرو

تشان تشان هي أكبر مدينة في عصر ما قبل الكولومبية في أمريكا الجنوبية وتشان تشان هو موقع أثري يقع في دولة البيرو فى منطقة ليبرتاد خمسة كم إلى الغرب من تروخيلو تغطي مساحة متكونة من حوالي 20 كيلومتر مربع وكانت مركز مكثف في المناطق الحضرية تشان تشان شيدت من قبل تشيمورمملكة تشيمو في فترة زمنية وسيطة فقد بدأوا فى بنائها عام 850 م وهي التي انبثقت من مخلفات حضارة الموتشه بنيت المدينة من الطوب اللبن واستمرت حتى احتلالها من قبل امبراطورية الانكا في 1470 م وكانت عاصمة الإمبراطورية التشيمورية حتى تم فتحها في القرن الخامس عشر وتشير التقديرات إلى أن نحو 30,000 شخص كان يعيشون في مدينة تشان تشان والمدينة عبارة عن تسعة حصون أو قصور مستقلة وتضم عددا لا بأس به من الأهرامات القديمة ولا يزال جزء كبير من معالمها الداخلية وتفاصيل العمارة وحيطانها الطويلة والمرتفعة والمحفورة بالنقوش والأشكال النباتية والحيوانية والبشرية في حالة جيدة تم اكتشاف هذا الموقع من قبل فرانسيسكو بيزارو الفاتح وتم أضافتها من قبل اليونسكو كموقع للتراث العالمي في عام 1986 تتعرض المدينة حاليا للكثير من المخاطر بسبب موقعها الساحلي علي المحيط الهادي من عوامل التعرية الطبيعية إلى العواصف الهوجاء والفياضانات التي تضرب المنطقة إلى مخاطر الزلازل والهزات الأرضية بالإضافة إلى عمليات السرقة من وقت إلى آخر وغيرها ويقول بروس هاثاواي في أحد مقالاته عن المدينة إن أبناء الإنكا سخّروا الحرفيين ومهرة العمال والبنائين الذين كانوا يعيشون في تشان تشان لبناء عاصمتهم كوزكو التي تبعد ستمائة كيلومتر منها إلى الجانب الجنوبي الشرقي وعندما وصل الإسبان وخصوصا فرانسيسكو بيزارو عام 1532 كانت المدينة شبه مهجورة لكن بعض تقارير بعثته والبعثات الإسبانية الأخرى تحدثت عن وجود حيطان ومعالم معمارية أخرى مطلية بالمعادن الثمينة منها باب مطلي بالفضة تساوي قيمته بحسابات اليوم أكثر من مليوني دولار وفي النهاية عمل الإسبان كما فعلوا في الكثير من المناطق في أميركا اللاتينية على نهب المدينة وتحويلها إلى منجم لاستخراج ما أمكن من الفضة والذهب والمعادن الثمينة الأخرى ويمكن للزوار في الوقت الحاضر دخول تشان تشان ومجمع تستشودي حيث يعتقد أنها واحدة من القلاع التي بنيت في وقت لاحق في المدينة وهناك أيضا عدد آخر من أطلال التشيمو وأطلال الموتشه في المنطقة المحيطة من تروخيو.