أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

343 - هرم ميدوم ببني سويف بمصر

هرم ميدوم تقع ميدوم على بعد خمسين كيلومترا جنوب غرب القاهرة وقد أطلق عليها قدماء المصريين اسم مري تم وهي تضم آثارا عدة مثل هرم ميدوم الذي أنشأه الملك سنفرو ومقابر شهيرة مثل مصطبة رع حوتب ونوفرت ومصطبة نفرماعت وأتت التي وجد بها الرسم المعروف باسم أوز ميدوم ويظهر هرم ميدوم لمن يقترب من المنطقة مسافة كيلومترات كثيرة رابضا على سطح الصحراء كبرج كبير فوق تل مرتفع يشرف على ما حوله واذا تصفحنا كتب التاريخ والاثار قبل عام 1945 نجدها تنسب هذا الهرم للملك سنفرو ولكن المشتغلين بالدراسات الاثرية بعد حفائر دهشور يعرفون على وجه التحقيق ان هرم سنفرو الجنوبى الذى كانوا يظنون فى وقت من الاوقات انه هرم ميدوم ليس الا الهرم المنحنى فى دهشور ومهما يكن من أمر فانه يمكن القول بان هذا الهرم يمثل المرحلة النهائية فى تطور طراز الهرم المدرج وانه يكاد يكون من المؤكد انه يسبق مباشرة اهرام سنفرو والهرم من الداخل عبارة عن غرفه دفن يهبط اليها ممر منحدر مشيد بالحجر الجيرى فى حفرة مفتوحة وخندق وربما ابتكر هذا العمل بسبب رداءة الصخر فى ميدوم وقد استرعى هذا الهرم انظار الكثير من الباحثين منذ اقدم ايام الدراسات المصرية القديمة ونرى كثيرا من الرسوم التى عملت له ايام القرن الثامن عشر ووجد حول هذا الهرم اقدم مجموعة هرمية كامله تم الكشف عنها حتى ذلك الوقت والهرم مشيد على حافة الهضبة ويحيط به سور خارجى أصبح الآن مهدماً ونرى من الجهة الشرقيه منه طريقا صاعداً له جدران وليس له سقف يوصل بين حافة الوادى وبين مدخل فى الناحية الشرقيه من سور الهرم وكان هذا الطريق الصاعد مرصوفا بالحجر وكان أعلى الجدارين الجانبيين مقوساً وكان فى نهاية هذا الطريق على حافة الزراعة معبد الوادى ولكنه الان موجود تحت الزراعة تحت منسوب المياه الجوفيه وفى الجهه الجنوبيه من الهرم نفسه نجد بقايا هرم صغير وفى الجهه الشرقيه من الهرم معبد جنائزى صغير له سور خارجى ونرى فى هذا المعبد مائدة قرابين يحف بها من كل جانب لوحة مرتفعه من الحجر مقوسة السطح العلوى وهذه المائده واللوحتان فى فناء مفتوح ملاصق للهرم مباشرة والى الشرق من هذا الفناء حجرتان مسقفتان ويظهر هرم ميدوم اليوم كبرج مكون من ثلاث درجات يرتفع فوق تل منحدر وقد بدأ الهرم فى الاصل كهرم مدرج من سبع درجات وقبل انتهاء العمال من الدرجه الرابعه او الخامسة  قام الملك بتوسيع المشروع الى هرم مكون من ثمان درجات والذى اكتمل فى السنوات الاولى من حكم الملك سنفرو وكان ارتفاع الهرم فى الاصل 92 مترا وطول كل ضلع من اضلاع قاعدته 144 مترا وزاويته 51 درجه تقريبا ونعرف مما قام به بترى من بحوث ان الهرم مشيد فوق رصيف لا نراه الان لان احجار كساء الهرم تخفيه ويتكون الجزء الواقع فوق سطح الارض من نواه للهرم اضيفت اليها ثمان طبقات من المبانى من الجهات الاربع جعلت منه هرما مدرجا ذى ثمان درجات ويقع مدخل هذا الهرم فى منتصف الضلع الشمالى على ارتفاع يقرب من ثلاثين مترا من الارض ويؤدى هذا المدخل لممر طوله 57 مترا وينحدر الى اسفل الى ان يصل الى الصخر ومن المحتمل جدا ان هذا الممر كان له باب خشبى لاغلاقه عند نهايته السفلى مازلنا نرى مكانه واضحا هناك ثم نجد فى نهايه الممر بهوين صغيريت على صوره دهليز واخيرا نجد بئر عموديه متجهه لاعلى وفى اعلاها توجد حجرة الدفن فى مستوى قاعده الهرم اما الحجرة نفسها فان جدرانها من الحجر الجيرى ولها سقف من طراز الكوربل وقد عثر بترى فى هذه الحجرة على بقايا تابوت من الخشب اعتقد يومئذ انه للملك سنفرو ونجد فى السقف الثقوب التى عملت لوضع عروق الاخشاب التى كانت مستخدمه ايام البناء ومازلنا نجد فى واحد منها جزء من احد العروق الخشبيه والتى تشابه اخشاب الارز التى عثر عليها داخل هرم سنفرو المنحنى فى دهشور وهى على الارجح معاصرة لاخشاب هذا الهرم وقد عدت الايدى وحطمت الكساء الخارجى للهرم فى ايام القدماء ربما فى ايام الدولة الحديثة ومازالت مخلفات هذا التهديم متراكمه حول الهرم حتى الان وتغطى جزءة الاسفل وتجعل الناظر اليه يراه كما لو كان مشيدا فوق تل مخروطى الشكل مكونات الهرم الداخليه الممر الهابط ويؤدى هذا المدخل لممر طوله 57 مترا وينحدر الى اسفل الى ان يصل الى الصخر والسلم المؤدى لغرفه الدفن ثم نجد فى نهايه الممر بهوين صغيريت على صوره دهليز ونجد فى السقف الثقوب التى عملت لوضع عروق الاخشاب التى كانت مستخدمه ايام البناء ومازلنا نجد فى واحد منها جزء من احد العروق الخشبيه والتى تشابه اخشاب الارز التى عثر عليها داخل هرم سنفرو المنحنى فى دهشور وهى على الارجح معاصرة لاخشاب هذا الهرم.