أنت مدعو للتجول معي في مدونة عمارة الأرض للذهاب في المكان من شمال الأرض لجنوبها ومن شرقها لغربها وفي الزمان من عصور سحيقة في القدم مرورا بعصور الفراعنة وشعب المايا و الصينيين و اليونان و الرومان ولعصور الخلافة الإسلامية ومن عصور النهضة الي العصر الحديث لترى طرائف غرائب و من أصغر بيت في العالم إلى أكبر ما أبدعه الانسان ومن منزل يسكنه الإنسان إلى أعلي ناطحة سحاب في العالم لنغوص في عمق النفس البشرية لنري الرعب أو الجنون أو بيتا يحاكي الطبيعة كالصدف أو البيضة أويشبه حيوان أو تحت الأرض.

356 - دار الاتحاد بدبي بالامارات

دار الاتحاد في التاريخ المعاصر لدولة الإمارات لعبت دار الاتحاد دورًا جوهريًّا فهي تقع عند الطرف الغربي لشارع الضيافة بالقرب من البحر وكانت دار الاتحاد المكان الذي شهد توقيع معاهدة تأسيس أول دولة اتحادية في العالم العربي وهو الإمارات العربية المتحدة وكان التوقيع يوم 2 ديسمبر 1971 كما تعتبر الدار موقعًا لثاني أكبر علم للإمارات العربية المتحدة 40×20 مترًا الذي يعلو عمودًا بارتفاع مائة وعشرين مترًا والذي تتم إضاءته ليلاً ولا يمكن أن تخطئه عين حتى عن بُعد وذلك بسبب حضوره القوي والمهيب وكونها حيث إنها من العلامات البارزة فتعتبر دار الاتحاد اليوم هي الوجهة الأساسية للمحتفلين بالعيد الوطني للإمارات العربية المتحدة حيث يشارك المواطنون من جميع أنحاء الدولة في إحياء ذكرى حدث من أهم الأحداث التي مهدت الطريق نحو تحقيق الإنجازات البارزة للشعب الإماراتي ولقد وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله باستكمال دراسة مشروع تطوير دار الاتحاد بتحويلها إلى متحف يوثق مراحل تأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، ليكون ملتقى للسكان والسياح الراغبين في الحصول على معلومات عن قيام اتحاد دولة الإمارات ولقد تم وضع صورة تاريخية تزين دار الاتحاد في دبي حيث رفع علم الاتحاد للمرة الأولى ويظهر في الصورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان خلال توقيعه وثيقة الاتحاد، وبجواره المغفور له الشيخ راشد بن سعيد فيما يظهر خلفهما أكبر علم في العالم الذي أقامته بلدية دبي في دار الاتحاد بالضيافة والمبنى دائري الشكل يقف بجانبه علم الإمارات المرفرف عاليا شكله الدائري يعطينا الشعور بالاتحاد وأن كل من فيه سواسية هذا هو المكان الذي شهد ولادة اتحاد دوله الإمارات العربية المتحدة حيث كانت هذه الوحدة تجسيدا لرؤية الشيخ راشد والشيخ زايد منذ خمسينيات القرن المنصرم وكانا رحمهما الله مفكرين ومخططين لديهما رؤية سبقت عصرهم بدأ الوحدة باتحاد ست امارات هي أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة في الثاني من ديسمبر عام 1971 وكادت البحرين وقطر لتكونا جزءا من هذه الوحدة لولا أنهما انسحبتا بسبب مكان العاصمة و العملة  وانضمت إمارة رأس الخيمة بعد بضعة أشهر لتكمل العقد الفريد في فبراير  التالي ومنذ ذلك الحين أصبح لدولة الإمارات سبع دانات هي التي نعرفها اليوم والشكل الدائري للمبنى يلتف حوله ثلاثة وثمانون شباك زجاجي مغطاة بصور الحكام والشيوخ الذين شهدوا اتفاقية الإتحاد ويغطي السجاد المبنى من الداخل ولا وجود للاثاث هنا وفي السقف اضاءات بسيطة متفرقة  تعطينا شعور أن من جاء هنا في ذلك اليوم المشهود جاء لغرض سامي وحيد غير مكترث لشيء آخر فقط وجدوا غرفة دائرية كفتهم للاجتماع فيها وعقد اتفاقية الإتحاد وهذه الغرفة الدائرية تحيطها النوافذ الزجاجية ايضا كما هو الحال في المبنى ككل يضاف اليها الستائر التي تغطيها من الداخل ولها مدخل تم تأمينه لا يستطيع احد ان يدخل فيه ويوجد مكتب أو منطقة الجلوس للشيوخ ومعرض صور فوتوغرافية صغيرة للشيوخ وتم تعديل دار الاتحاد على مر السنين  في الأصل لم يكن هناك الزجاج الخارجي والداخلي للغرفة والمنطقة الخارجية كان شرفة مفتوحة ولكن الشيخ محمد بن راشد طلب إزالة الزجاج الخارجي وجعلها تبدو وكأنها كما كانت أول مرة وتبدو اطلالة علم الإمارات من ظاهرة من الداخل وعلم الإمارات مرفرفاً بألوانه التي ترمز للوحدة والأمان والفرح فوق دار الاتحاد في منطقة جميرا في دبي والعلم الشامخ يزين سماء دبي بالفرح والبهجة ويبدو بالمقابل برج خليفة وهذه السلسلة المترابطة من الأبراج العالية التي تنبض بروح التحدي ومواكبة إيقاع العصر تلك المعاني السامية تتجلى واضحة هذه الأيام بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني الأربعين للدولة.